ولما كان ترك الدنيا شديدا على النفس، وترك النزاع بعد الانتساب فيه أشد، شرع يذكر لهم ما كانوا له كارهين ففعله بهم
[ ص: 223 ] وأمرهم به لعلمه بالعواقب فحمدوا أثره، ليكون أدعى لتسليمهم لأمره وازدجارهم بزجره، فشبه حال كراهتهم لترك مرادهم في الأنفال بحال كراهتهم لخروجهم معه ثم بحال كراهتهم للقاء الجيش دون العير، ثم إنهم رأوا أحسن العاقبة في كلا الأمرين فقال:
كما أي: حالهم في كراهية
تسليم الأنفال - مع كون التسليم هو الحق والأولى لهم - كما كانت حالهم إذ:
أخرجك ربك أي: المحسن إليك بالإرشاد إلى جميع مقاصد الخير
من بيتك بالحق أي: الأمر الفيصل الفارق بين الثابت والمزلزل
وإن أي: والحال أن
فريقا عبر به لأن آراءهم كانت تؤول إلى الفرقة
من المؤمنين أي: الراسخين في الإيمان
لكارهون