ولما كان من القاعدين من أهل المدر والوبر من له عذر، استثناهم سبحانه وساق ذلك مساق النتيجة من المقدمات الظاهرة فقال:
[ ص: 573 ] ليس على الضعفاء أي: بنحو الهرم
ولا على المرضى أي: بنحو الحمى والرمد
ولا على الذين لا يجدون ولو بدين يؤدونه في المستقبل
ما ينفقون أي: لحاجتهم وفقرهم
حرج أي: إثم يميل بهم عن الصراط المستقيم ويحرج دينهم.
ولما كان ربما كان أحد من المنافقين بهذه الصفة احترز عنه بقوله:
إذا نصحوا أي: في تخلفهم وجميع أحوالهم
لله أي: الذي له الجلال والإكرام
ورسوله أي: سرا وعلانية، فإنهم حينئذ محسنون في نصحهم الذي منه تحسرهم على القعود على هذا الوجه وعزمهم على الخروج متى قدروا، وقوله:
ما على المحسنين في موضع "ما عليهم" لبيان إحسانهم بنصحهم مع عذرهم
من سبيل أي: طريق إلى ذمهم أو لومهم، والجملة كلها بيان ل:
نصحوا لله ورسوله وقوله:
والله أي: الذي له صفات الكمال
غفور أي: محاء للذنوب
رحيم أي: محسن مجمل إشارة إلى أن
الإنسان محل التقصير والعجز وإن اجتهد، لا يسعه إلا العفو;