ثم قال تعالى عطفا [على] قوله:
ويعبدون ويقولون أي: أنهم لما أتتهم البينات قالوا: ائت بقرآن غير هذا، كافرين بمنزلها عابدين من دونه ما لا يرضى عاقل بتسويته [بنفسه] فكيف بعبادته [قائلين بفرط عنادهم وتماديهم في التمرد]:
لولا أي: هلا ولم لا
أنـزل [أي بأي وجه كان]
عليه آية أي: واحدة كائنة وآتية
من ربه أي المحسن إليه غير ما جاء به؛ وذلك إما لطلبهم آية ملجئة لهم إلى الإيمان أو لكونهم لم يعدوا ما أنزل عليه عداد الآيات فضلا عن كونها بينات، وكفى بالقرآن وحده آية باقية على وجه الدهر بديعة في الآيات دقيقة المسلك بين المعجزات مع عجزهم عن معارضته بتبديل أو غيره، فأي عناد أعظم من هذا.
ولما كان في ذلك شوب من الاستفهام، قال [مسببا عن قولهم]:
فقل قاصرا قصرا حقيقيا
إنما الغيب أي الذي عناه
عيسى عليه السلام بقوله:
ولا أعلم ما في نفسك وهو ما لم يطلع عليه مخلوق أصلا.
لله أي الذي له الإحاطة الكاملة وحده، لا علم لي بعلة عدم إنزال ما تريدون، وهل تجابون إليه أو لا.
[ ص: 95 ] ولما خصه سبحانه بالعلم. وكان إنزال الآيات من الممكنات. سبب عنه قوله:
فانتظروا ثم أجاب من كأنه يقول له: فما تعمل أنت؟ بقوله:
إني معكم أي: في هذا الأمر غير مخالف لكم في التشوف إلى آية تحصل بها هدايتكم، ثم حقق المعنى وأكده فقال:
من المنتظرين أي: لما يرد علي من آية وغيرها.