ثم علل إنكار عدم تقواهم بقوله:
فذلكم أي العظيم الشأن
الله أي الذي له الجلال والإكرام، فكانت هذه قدرته وأفعاله
ربكم أي الموجد لكم، المدبر لأموركم الذي لا إحسان
[ ص: 114 ] عندكم لغيره
الحق أي الثابتة ربوبيته ثباتا لا ريب فيه [لاجتماع الصفات الماضية له لا لغيره لأنه لا تكون الربوبية حقيقة لمن لم تجتمع له تلك الصفات] " فما " أي: فتسبب عن ذلك أن يقال لكم: ما " ذا بعد الحق " أي الذي له أكمل الثبات
إلا الضلال فإنه لا واسطة بينهما - بما أنبأ عنه إسقاط الجار، ولا يعدل عاقل عن الحق إلى الضلال فأنى تصرفون أنتم عن الحق إلى الضلال; ولذلك سبب عنه قوله:
فأنى أي: فكيف ومن أي جهة
تصرفون [أي] أنتم من صارف ما كائنا ما كان، عن الحق إلى الضلال.