ولما كان إخبار الصادق بهلاك الأعداء مقرا للعين، وكانت مشاهدة هلاكهم أقر لها، عطف على قوله:
قد خسر وإما نرينك أي: إراءة عظيمة قبل وفاتك
بعض الذي نعدهم أي: في الدنيا بما لنا من العظمة فهو أقر لعينك
أو نتوفينك قبل ذلك
فإلينا مرجعهم فنريك فيما هنالك ما هو أقر لعينك وأسر لقلبك، فالآية من الاحتباك: ذكر أولا الإراءة دليلا على حذفها ثانيا، والوفاة ثانيا دليلا على حذفها أولا; و"ثم" في قوله:
ثم الله أي المحيط بكل شيء
شهيد أي: بالغ الشهادة
على ما يفعلون في الدارين - يمكن أن يكون على بابها، فتكون مشيرة إلى التراخي بين ابتداء رجوعهم بالموت وآخره بالقيامة، ليس المراد بقوله:
شهيد ظاهره، بل العذاب الناشئ عن الشهادة في الآخرة إلى أن الله يعاقبهم بعد مرجعهم، فيريك ما بعدهم لأنه عالم بما يفعلون.