ولما تضمن قولهم هذا استعجاله صلى الله عليه وسلم بما يتوعدهم به، أمره بأن يتبرأ من القدرة على شيء لم يقدره الله عليه بقوله:
قل أي: لقومك المستهزئين
لا أملك لنفسي فضلا عن غيري; ولما كان السياق للنقمة، قدم الضر منبها على أن نعمه أكثر من نقمه;
[ ص: 135 ] وأنهم في نعمه، عليهم أن يقيدوها بالشكر خوفا من زوالها فضلا عن أن يتمنوه فقال:
ضرا ولا نفعا
ولما كان من المشاهد أن كل حيوان يتصرف في نفسه وغيره ببعض ذلك قال:
إلا ما شاء الله أي المحيط علما وقدرة أن أملكه من ذلك، فكأنه قيل: فما لك لا تدعوه بأن يشاء ذلك ويقدرك عليه؟ فقيل:
لكل أمة أجل فكأنه قيل: وماذا يكون فيه؟ فقيل:
إذا جاء أجلهم هلكوا; ولما كان قطع رجائهم من الفسحة في الأجل من أشد عذابهم، قدم قوله:
فلا يستأخرون أي: عنه
ساعة ثم عطف على الجملة الشرطية بكمالها
ولا يستقدمون فلا تستعجلوه؛ فإن الوفاء بالوعد لا بد منه. والسين فيهما بمعنى الوجدان، أي: لا يوجد لهم المعنى الذي صيغ [منه] الفعل مثل: استشكل الشيء واستثقله، [ويجوز كون المعنى: لا يوجدون التأخر ولا التقدم وإن اجتهدوا في الطلب]، فيكون في السين معنى الطلب] والملك قوة يتمكن بها من تصريف الشيء أتم تصريف، والنفع: إيجاب اللذة بفعلها والتسبب المؤدي إليها; والضر: إيجاب الألم بفعله أو التسبب إليه; والأجل: الوقت المضروب لوقوع أمر.