ولما كان ما ذكر هو العذاب الدنيوي، أتبعه ما بعده إعلاما بأنه لا يقتصر عليه في جزائهم فقال:
ثم قيل أي: من أي قائل كان استهانة
للذين ظلموا أي: وبعد أزكم في الدنيا والبرزخ بالعذاب وهزكم بشديد العقاب قيل لكم يوم الدين بظلمكم بالآيات وبما أمرتم به فيها بوضعكم كلا من ذلك في غير موضعه:
ذوقوا عذاب الخلد فالإتيان ب "ثم" إشارة إلى تراخي ذلك عن الإهلاك في الدنيا بالمكث في البرزخ أو إلى أن عذابه أدنى من عذاب يوم الدين
هل تجزون بناه للمفعول لأن المخيف مطلق الجزاء; ولما كان الاستفهام الإنكاري بمعنى النفي، وكان المعنى: بشيء، استثنى منه فقال:
إلا بما كنتم أي: بجبلاتكم
تكسبون أي: في الدنيا من العزم على الاستمرار على الكفر
[ ص: 139 ] ولو طال المدى تنفكون عنه بشيء من الأشياء وإن عظم، فكان جزاؤكم الخلود في العذاب طبق النعل بالنعل; والعذاب: الألم المستمر، وأصله الاستمرار، ومنه العذوبة لاستمرارها في الحلق; والبيات: إتيان الشيء ليلا; والذوق: طلب الطعم بالفم في ابتداء الأخذ.