ولما كان كأنه قيل: فأخذوا الكلام] على ظاهره ولم ينتفعوا بصادع وعيده وباهره، فاستمروا على ما هم عليه من القبيح إلى أن جاء أمرنا في الأجل المضروب له، قال عاطفا عليه، وكان العطف بالواو
[ ص: 367 ] لأنه لم يتقدم وعيد بوقت معين - كما في قصتي صالح ولوط عليهما السلام - يتسبب عنه المجيء ويتعقبه:
ولما جاء أمرنا أي: تعلق إرادتنا بالعذاب
نجينا بما لنا من العظمة
شعيبا أي: تنجية عظيمة
والذين آمنوا كائنين
معه منهم ومما عذبناهم به، وكان إنجاؤنا لهم
برحمة منا ولما ذكر نجاة المؤمنين، أتبعه هلاك الكافرين فقال:
وأخذت الذين ظلموا أي: أوقعوا الظلم ولم يتوبوا
الصيحة وكأنها كانت دون صيحة ثمود لأنهم كانوا أضعف منهم فلذلك أبرز علامة التأنيث في هذه دون تلك.
ولما ذكر الصيحة ذكر ما تسبب عنها فقال:
فأصبحوا أي: في الوقت الذي يتوقع الإنسان فيه السرور وكل خير
في ديارهم جاثمين أي: ساقطين لازمين لمكانهم.