فكأنه قيل: إن تلقيهم لمثل هذا لعجب، فماذا قالوا؟ فقيل:
قالوا مجيبين عن الثاني بما يلين الأب لإرساله، مؤكدين ليطيب خاطره، دالين على القسم بلامه:
لئن أكله الذئب ونحن أي: والحال أنا
عصبة أي: أشداء تعصب بعضنا لبعض; وأجابوا القسم بما أغنى عن جواب الشرط:
إنا إذا أي: إذا كان هذا
لخاسرون أي كاملون
[ ص: 28 ] في الخسارة لأنا إذا ضيعنا أخانا فنحن لما سواه من أموالنا أشد تضييعا; وأعرضوا عن جواب الأول لأنه لا يكون إلا بما يوغر صدره ويعرف منه أنهم من تقديمه في الحب على غاية من الحسد لا توصف، وأقله أن يقولوا: ما وجه الشح بفراقه يوما والسماح بفراقنا كل يوم، وذلك مما يحول بينهم وبين المراد،