ولما أخبر تعالى
يوسف عما يريد
بيوسف عليه الصلاة والسلام بما ختمه بالإخبار عن قدرته، أتبعه الإعلام بإيجاد ذلك الفعل دلالة على تمام القدرة وشمول العلم فقال:
ولما بلغ أشده أي مجتمع قواه
آتيناه أي بعظمتنا
حكما أي نبوة أو ملكة يكف بها النفس عن هواها، من حكمة الفرس، فلا يقول ولا يفعل إلا أمرا فصلا تدعو إليه الحكمة; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14387الرماني : والأصل في الحكم تبيين ما يشهد به الدليل، لأن الدليل حكمة من أجل أنه يقود إلى المعرفة
وعلما أي تبيينا للشيء على ما هو عليه جزاء [له -] لأنه محسن
وكذلك أي ومثل ذلك الجزاء الذي جزيناه به
نجزي المحسنين أي العريقين في الإحسان كلهم الذين رأسهم
محمد صلى الله عليه وسلم الذي أسري به فأعلاه ما لم يعل غيره; وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : من أحسن عبادة الله في
[ ص: 55 ] شبيبته آتاه [الله -] الحكمة [في اكتهاله -] ، والأشد: كمال القوة، وهو جمع شدة عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه مثل نعمة وأنعم، وقال غيره: جمع شد; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس في المجمل: وبعضهم يقول: لا واحد لها، ويقال: واحدها شد - انتهى. [قيل -]: وهذا هو القياس نحو ضب وأضب، وصك وأصك، وحظ وأحظ، وضر وأضر، وشر وأشر قال
nindex.php?page=showalam&ids=14387الرماني : قال الشاعر:
هل غير أن كثر الأشر وأهلكت .... حرب الملوك أكاثر الأموال
انتهى. واختلفوا في حد الأشد فقيل: هو من الحلم، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أنه من عشرين سنة، وروي غير ذلك، والمادة تدور على الصعوبة، وهي ضد الرخاوة، ويلزمها القوة، فالشد على العدو منها، وشد الحبل وغيره: أحكم فتله، والشديد والمتشدد: البخيل - لصعوبة البذل عليه، والشدة: صعوبة الزمان، وشد النهار: ارتفاعه، وهو قوته، وشددت فلانا: قويت يده ودبرت أمره، وأشد القوم - إذا كانت دوابهم شدادا فهم مشدون ضد مضعفين.