فكأنه قيل: فما قالت لهن امرأة العزيز؟ فقيل:
قالت فذلكن أي الفتى العالي الرتبة جدا
الذي لمتنني فيه
ولما علمت أنهن عذرنها، قالت مؤكدة استلذاذا بالتهتك في حبه: "ولقد" أي أقول هذا والحال أني والله لقد تحقق أني
راودته عن نفسه أي لأصل إليه بما أريد "فاستعصم" أي فأوجد العصمة والامتناع علي فاشتد اعتصامه، وما أنا براجعة عنه; ثم توعدته وهو يسمع ليلين، فقالت لهن مؤكدة لأن حال حبها يوجب الإنكار لأن تفعل ما يؤذي المحبوب:
ولئن لم يفعل أي هذا الفتى الذي قام عذري عندكن [فيه -]
ما أمره أي أمري
ليسجنن أي ليمنعن من التصرف بالحبس بأيسر سعي مني. ولما كان عزمها على السجن أقوى من العزم على إيقاع الصغار به، أكدته بالنون الثقيلة وقالت:
وليكونا بالنون الخفيفة
من الصاغرين أي الأذلاء، أو أن الزيادة في تأكيد السجن لأنه يلزم منه إبعاده، وإبعاد الحبيب
[ ص: 75 ] أولى بالإنكار من إهانته، فقال له النسوة: أطعها لئلا تسجنك وتهينك،