[ ص: 129 ] ولما كان ذلك ربما جر إلى الإعجاب، قال:
وما أبرئ أي تبرئة عظيمة
نفسي عن مطلق الزلل وإن غلبه التوفيق والعصمة، أي لم أقصد بالبراءة عما تقدم مجرد التزكية للنفس، وعلل عدم التبرئة بقوله - مؤكدا لما لأكثر الناس من الإنكار، أو لأن اتباعهم لأهويتهم فعل من ينكر فعل الأمارة -:
إن النفس أي هذا النوع
لأمارة أي شديدة الأمر
بالسوء أي هذا الجنس دائما لطبعها على ذلك في كل وقت
إلا ما أي وقت أن
رحم ربي بكفها عن الأمر به أو بستره بكفها عن فعله بعد إطلاقها على الأمر به، أو إلا ما رحمه ربي من النفوس فلا يأمر بسوء; ثم علل ذلك بقوله مؤكدا دفعا لظن من يظن أنه لا توبة له:
إن ربي أي المحسن إلي
غفور أي بليغ الستر للذنوب
رحيم أي بليغ الإكرام لمن يريد.