فكأنه قيل: هذا ما رأى أن يفعل في نفسه، فماذا رأى لإخوته؟ فقيل: أمرهم بالرجوع ليعلموا أباهم لإمكان أن يريد القدوم إلى مصر ليرى ابنه أو يكون عنده رأي فيه فرج، فقال:
ارجعوا إلى أبيكم أي دوني "فقولوا" أي له متلطفين في خطابكم
يا أبانا وأكدوا مقالتكم فإنه ينكرها [لكم] فقولوا:
إن ابنك أي شقيق
يوسف عليه الصلاة والسلام الذي هو أكملنا في البنوة عندك
سرق
ولما كانوا في غاية الثقة من أن أحدا منهم لا يلم بمثل ذلك، أشاروا إليه بقولهم:
وما شهدنا أي في ذلك
إلا بما علمنا ظاهرا من رؤيتنا الصواع يخرج من وعائه; والشهادة: الخبر عن إحساس قول أو فعل، وتجوز الشهادة بما أدى إليه الدليل القطعي
وما كنا للغيب أي الأمر الذي غاب عنا
حافظين فلعل حيلة دبرت في ذلك غاب
[ ص: 194 ] عنا علمها كما صنع في رد بضاعتنا