ولما فصلت العير من العريش آخر بلاد
مصر إلى بلاد
الشام قال أبوهم لولد ولده ومن حوله من أهله، مؤكدا لعلمه أنهم ينكرون قوله:
إني لأجد أي لأقول: إني لأجد
ريح يوسف وصدهم عن مواجهته بالإنكار بقوله:
لولا أن تفندون [أي] لقلت غير مستح ولا متوقف، لأن التفنيد لا يمنع الوجدان، وهو كما تقول لصاحبك: لولا أن تنسبني إلى الخفة لقلت كذا، أي إني قائل به مع علمي بأنك لا توافقني عليه، "وفصل" هنا لازم يقال: فصل من البلد يفصل فصولا، والفصل: القطع بين الشيئين بحاجز، والوجدان: ظهور من جهة إدراك يستحيل معه انتفاء الشيء، والريح: عرض يدرك بحاسة الأنف أي الشم، والتفنيد: تضعيف الرأي بالنسبة إلى الفند، وهو الخوف وإنكار العقل من هرم، يقال: شيخ مفند، ولا يقال: عجوز مفندة، لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأي فيفندها كبرها;