ثم حكى جوابه بقوله مستأنفا:
قال أي أبوهم عليه السلام مؤكدا لكلامه:
سوف أستغفر أي أطلب أن يغفر
لكم ربي [أي] الذي لم يزل يحسن إلي ويربيني أحسن تربية، فهو الجدير بأن يغفر لبني حتى لا يفرق بيني وبينهم في دار البقاء; والربوبية: ملك هو أتم الملك على الإطلاق، وهو ملك الله تعالى لإنشاء الأنفس باختراعها وتصريفها أتم التصريف من الإيجاد والإعدام والتقليب من حال إلى حال في جميع الأمور من غير تعب; ثم علل ذلك بقوله:
إنه هو أي وحده
الغفور الرحيم كل
[ ص: 216 ] ذلك تسكينا لقلوبهم وتصحيحا لرجائهم ليقوى أملهم، فيكون تعالى عند ظنهم بتحقيق الإجابة وتنجيزا لطلبه; ولعله عبر بـ "سوف" لتقديم هاتين الجملتين على المسألة لما ذكرته من الأغراض، وقيل: لأنه
أخر الدعاء إلى صلاة الليل، وقيل: إلى ليلة الجمعة; وقيل: يؤخذ منها أن طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منه إلى الشيوخ.