ولما كان هذا الكلام الذي قالوه عليه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - شاقا؛ وله غائظا موجعا؛ قال (تعالى) - تسلية له؛ على وجه راد عليهم -:
ولقد أرسلنا ؛ أي: على ما لنا من العظمة؛ والجلال؛ والهيبة; ولما كان الإرسال بالفعل غير عام للزمان كله؛ قال:
من قبلك ؛ أي: كثيرا من الرسل؛
في شيع ؛ أي: فرق؛ سموا شيعا لمتابعة بعضهم بعضا في الأحوال التي يجتمعون عليها في الزمن الواحد؛ من مملكة
[ ص: 26 ] أو عمارة أو ديانة أو نحو ذلك من الأمور الجارية في العادة؛
الأولين ؛ كلهم؛ فما أرسلنا إلا رجالا من أهل القرى؛ مثلك؛ يوحى إليهم؛ ولم نرسل مع أحد منهم ملائكة تراها أممهم؛ بل جعلنا مكاشفة الملائكة أمرا خاصا بالرسل؛ فكذبوا رسلهم؛