ثم شرح ذلك بقوله - مضيفا جميع العباد إليه؛ كما هو الحقيقة؛ نافيا ما قد يوهمه الكلام من أن لإبليس عملا مستقلا -:
إن عبادي ؛ أي: عامة؛
ليس لك ؛ أي: بوجه من الوجوه؛
عليهم سلطان ؛ أي: لتردهم كلهم عما يرضيني؛
إلا من اتبعك ؛ أي: بتعمد منه؛ ورغبة في اتباعك؛
من الغاوين ؛ ومات عن غير توبة; فإني جعلت لك عليهم سلطانا بالتزيين؛ والإغواء؛ وقيل؛ وهو ظاهر: إن الإضافة للتشريف؛ فلا تشمل إلا الخلص؛ فحينئذ يكون الاستثناء منقطعا؛ وفائدة سوقه بصورة الاستثناء - على تقدير الانقطاع - الترغيب في رتبة التشرف؛ بالإضافة إليه؛ والرجوع عن اتباع العدو؛ إلى الإقبال عليه؛ لأن ذوي الأنفس الأبية؛ والهمم العلية؛ ينافسون في ذلك المقام؛ ويرونه - كما هو الحق - أعلى مرام؛