ولما كان المفهوم من هذا السياق أن
الناجي إنما هو المتقي المخلص؛ [ ص: 64 ] الذي ليس للشيطان عليه سلطان؛ وكان مفهوم المخلص: من لا شائبة فيه؛ وكان الإنسان محل النقصان؛ وكان وقوعه في النقص منافيا للوفاء بحق التقوى؛ والإخلاص؛ وكان ربما أيأسه ذلك من الإسعاد؛ فأوجب له التمادي في البعاد؛ قال - سبحانه - جوابا لمن كأنه قال: فما حال من لم يقم بحق التقوى؟ -:
نبئ عبادي ؛ أي: أخبرهم إخبارا جليلا؛
أني أنا ؛ أي: وحدي؛
الغفور الرحيم ؛ أي: الذي أحاط محوه للذنوب؛ وإكرامه لمن يريد بجميع ما يريد؛ لا اعتراض لأحد عليه.