ولما تقرر بهذا أمر إهلاكهم من غير تصريح؛ ولا تعيين لوقت؛ قال (تعالى):
وقضينا ؛ أي: بما لنا من العظمة؛ موحين
إليه ؛ أي: خاصة؛
ذلك الأمر ؛ وأشار إلى تعظيمه بالإشارة إليه بأداة البعد؛ ثم فسره بقوله:
أن دابر ؛ أي: آخر؛
هؤلاء ؛ أي: الحقيرين عند قدرتنا؛ وأشار بصيغة المفعول إلى عظمته - سبحانه - وسهولة الأمر عنده؛ فقال (تعالى):
مقطوع ؛ حال كونهم؛
مصبحين ؛ ولا يقطع الدابر حتى يقطع ما دونه؛ لأن العدو يكون مستقبلا لعدوه؛ فهو كناية عن الاستئصال بأن آخرهم؛ وأولهم في الأخذ سواء؛ لأن الآخذ قادر؛ لا كما يفعل بعض الناس مع بعض؛ من أنهم يملون في آخر الوقائع؛ فيفوتهم البعض.