ولما أشار - سبحانه - إلى الاستدلال بالتوسم؛ الدال - بما هي عليه من المخالفة لسائر مياه الأرض العذبة الواردة إليها على كثرتها؛ ومع أن البلاد التي هي بها من أبهج البلاد في عذوبة المياه؛ وطراوة الأرض؛ وحسن الأشجار؛ وغير ذلك - على أن لها نبأ هو في غاية الغرابة؛ وأتبع ذلك سهولة الوصول إليها؛ حثا على إتيانها بقصد نظرها؛ والاعتبار بها؛ والسؤال عن سبب كونها كذلك؛ قال (تعالى) - مشيرا إلى زيادة الحث بالتأكيد -:
إن في ذلك ؛ أي: الأمر العظيم من حالها؛
لآية ؛ أي: علامة عظيمة في الدلالة علينا؛
للمؤمنين ؛ أي: الراسخين في الصدق؛ والتصديق؛ فإذا أخبروا أن سبب كونها هكذا أن الله أمر بعض جنده فرفعها؛ ثم قلبها؛ ثم أتبعها الحجارة؛ ثم خسف بها؛ وغمرها
[ ص: 79 ] بهذا الماء - الذي هو في القذارة؛ وعدم الثمرة مناسب لأفعال أهلها - لأجل عصيانهم رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؛ آمنوا؛ حذرا من مثل هذا العذاب؛ إيمانا بالغيب.