ولما ذكر صفة العلم بصيغة المبالغة؛ أتبعها ما آتاه في هذه الدار من مادة العلم؛ بصيغة العظمة؛ فقال - عطفا على ما قدرته؛ مما دل عليه السياق -:
ولقد آتيناك ؛ مما يدل على علمنا؛
سبعا من المثاني ؛ وهي الفاتحة؛ الجامعة - على وجازتها - جميع معاني القرآن؛ فتثنى في النزول؛ فإنها نزلت مرتين؛ وتثنى في كل ركعة من الصلاة؛ وهي ثناء على الله؛
[ ص: 86 ] والصالحين من عباده؛ وهي مقسومة بين الله وعبده؛ وتثنى فيه مقاصدها؛ ويورد كل معنى من معانيها فيه بطرق مختلفة في إيضاح الدلالة عليه؛ في قوالب الألفاظ؛ وجواهر التراكيب الهادية إليه؛ وغير ذلك من التثنية؛
والقرآن العظيم ؛ أي: الحاوي لجميع علوم الأولين؛ والآخرين؛ مما في جميع الكتب السالفة؛ وغيره.