ولما أمره بعبادة خاصة؛ أتبعه بالعامة؛ فقال:
واعبد ربك ؛ أي: دم على عبادة المحسن إليك بهذا القرآن؛ الذي هو البلاغ؛ بالصلاة؛ وغيرها؛
حتى يأتيك اليقين ؛ بما يشرح صدرك من الموت؛ أو ما يوعدون به؛ من الساعة؛ أو غيرها مما يود الذين كفروا معه لو كانوا مسلمين؛ قال
الرازي في "اللوامع": وهذا دليل على أن شرف العبد في العبودية؛ وأن العبادة لا تسقط عن العبد بحال؛ ما دام حيا؛ انتهى؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي: وهذا معنى ما في سورة "مريم" - عليها السلام -
وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ؛ فقد انطبق آخر السورة - في الأمر باتخاذ القرآن بلاغا لكل خير؛ والإعراض عن الكفار - على أولها؛ أتم انطباق؛ واعتنق كل من الطرفين؛ الآخر والأول؛ أي اعتناق؛ والله الموفق للصواب؛ وإليه المرجع والمآب.