ولما كان هذا الفعل؛ مع هذا العلم؛ سببا لدخول جهنم؛ من غير أن يقام لهم وزن؛ لأنه لا وزن لما ضيع أساسه؛ قال - معقبا؛ مسببا -:
فادخلوا ؛ أي: أيها الكفرة؛
أبواب جهنم ؛ أي: أبواب طبقاتها؛ ودركاتها؛
خالدين ؛ أي: مقدرين الخلد
فيها ؛ أي: في جهنم؛ التي دأبها تجهم من دخلها.
ولما كان هذا المقام للمشاققة؛ وكان أمرها زائد القباحة؛ كان هذا الدخول أقبح دخول؛ وكان سببا لأن يقال:
فلبئس ؛ بالأداة الجامعة لمجامع الذم
مثوى المتكبرين ؛ على وجه التأكيد؛ وبيان الوصف الذي استحقوا به ذلك؛ لتقدم كذبهم في قولهم؛ "ما كنا
[ ص: 146 ] نعمل من سوء"؛ تعريضا بأنهم جديرون - لغاية ما لهم من البلادة - أن يستحسنوا النار؛ كما كذبوا مع العلم التام بأنه لا يروج في ذلك اليوم كذب.