ولما نبه - سبحانه - على التفكر؛ وكان داعيا للعاقل إلى تجويز الممكن؛ والبعد من الخطر؛ سبب عنه إنكار الأمن من ذلك؛ فقال (تعالى):
أفأمن ؛ أي: أتفكروا؛ فتابوا؛ أو استمروا على عتوهم؟ أفأمن
الذين مكروا ؛ بالاحتيال في قتل الأنبياء؛ وإطفاء نور الله؛ الذي أرسلهم به؛ المكرات
السيئات أن ؛ يجازوا من جنس عملهم؛ بأن
يخسف الله ؛ أي: المحيط بكل شيء؛
بهم ؛ أي: خاصة؛
الأرض ؛ فإذا هم في بطنها؛ لا يقدرون على نوع تقلب بمدافعة؛ ولا غيرها؛ كما فعل بقارون وأصحابه؛ وبقوم
لوط - عليه السلام -؛ من قبلهم؛
أو يأتيهم العذاب ؛ على غير تلك الحال؛
من حيث لا يشعرون ؛ به في حالة من هاتين الحالتين؛ شعورا ما؛ وهم في حال سكون؛ ودعة؛ بنوم؛ أو غفلة؛