ولما بين - سبحانه - حاصل أمرهم في البعث؛ وما بعده؛ وكان من أهم المهم أمرهم في الموقف مع شركائهم الذين كانوا يترجونهم؛ عطف على ذلك قوله (تعالى):
وإذا رأى ؛ أي: بالعين؛ يوم القيامة؛
الذين أشركوا ؛ فأظهر أيضا الوصف المناسب للمقام؛
شركاءهم ؛ أي: الآلهة التي كانوا يدعونها شركاء؛
قالوا ربنا ؛ يا من أحسن إلينا؛ وربانا؛
هؤلاء شركاؤنا ؛ أضافوهم إلى أنفسهم؛ لأنه لا حقيقة لشركتهم سوى تسميتهم لها؛ الموجبة لضرهم; ثم بينوا المراد بقولهم:
الذين كنا ندعوا ؛ أي: نعبد.
ولما كانت المراتب متكثرة دون رتبته - سبحانه - لأن علوه غير منحصر؛ أدخل الجار؛ فقال (تعالى):
من دونك ؛ ليقربونا إليك؛ فأكرمنا لأجلهم؛
[ ص: 231 ] جريا على منهاجهم في الدنيا في الجهل؛ والغباوة؛ فخاف الشركاء من عواقب هذا القول؛ والإقرار عليه؛ سطوات الغضب؛
فألقوا ؛ أي: الشركاء؛
إليهم ؛ أي: المشركين؛
القول ؛ أي: بادروا به؛ حتى كان إسراعه إليهم إسراع شيء ثقيل يلقى من علو; وأكدوا قولهم؛ لأنه مطاعنة لقول المشركين؛ فقالوا:
إنكم لكاذبون ؛ في جعلنا شركاء؛ وأنا نستحق العبادة؛ أو نشفع؛ أو يكون لنا أمر نستحق به أن نذكر؛