ثم بين حاله؛ فقال:
شاكرا ؛ ولما كان لله على من جعله أمة من النعم ما لا يحصى؛ بين أن ذلك كله قليل في جنب فضله؛ فقال - مشيرا إلى ذلك بجمع القلة؛ وإلى أن الشاكر على القليل يشكر إذا أتاه الكثير من باب الأولى -:
لأنعمه ؛ فهو لا يزال يزيده من فضله؛ فتقبل دعاءه لكم؛
[ ص: 274 ] فاشكروا الله اقتداء به؛ ليزيدكم؛ فكأنه قيل: فما أثابه على ذلك؟ أو علل ما قبل؛ فقال (تعالى):
اجتباه ؛ أي: اختاره اختيارا تاما؛
وهداه ؛ أي: بالبيان الأعظم؛ والتوفيق الأكمل؛
إلى صراط مستقيم ؛ وهو الحنيفية السمحة؛ فكان ممن يأمر بالعدل؛ وهو على صراط مستقيم؛ وكان مخالفا للأبكم الموصوف في المثل السابق;