ولما تقرر بما مضى أن له - سبحانه - الأمر كله؛ وأنه متصف بجميع الكمال؛ منزه عن شوائب النقص؛ أنتج أنه لا إله غيره؛ فقال (تعالى) - يخاطب الرأس؛ لأن ذلك أوقع في أنفس الأتباع؛ وإشارة إلى أنه لا يوحده
[ ص: 400 ] حق توحيده سواه؛ ويجوز أن يكون خطابا عاما لكل من يصح أن يخاطب به -:
لا تجعل مع الله ؛ الذي له جميع صفات الكمال؛
إلها ؛ وسيأتي قريبا سر قوله:
آخر ؛ أنه مفهوم من المعية؛
فتقعد ؛ أي: فيتسبب عن ذلك أن تقعد؛ أي: تصير في الدنيا؛ قبل الآخرة؛
مذموما ؛ ولما كان الذم قد يحتمله بعض الناس مع بلوغ الأمل؛ بين أنه مع الخيبة؛ فقال (تعالى):
مخذولا ؛ أي: غير منصور فيما أردته؛ من غير أن يغني عنك أحد بشفاعة؛ أو غيرها؛