ولما كان ذلك عسرا جدا؛ حذر من التهاون به؛ بقوله (تعالى):
ربكم ؛ أي: المحسن إليكم في الحقيقة؛ فإنه هو الذي عطف عليكم من يربيكم؛ وهو الذي أعانهم على ذلك؛
أعلم ؛ أي: منكم؛
بما في نفوسكم ؛ من قصد البر بهما؛ وغيره؛ فلا يظهر أحدكم غير ما يبطن؛ فإن ذلك لا ينفعه؛ ولا ينجيه؛ إلا أن يحمل نفسه على ما يكون سببا لرحمتهما؛
إن تكونوا ؛ أي: كونا هو جبلة لكم؛
صالحين ؛ أي: متقين؛ أو محسنين في نفس الأمر; والصلاح: استقامة الفعل على ما يدعو إليه الدليل؛ وأشار إلى أنه لا يكون ذلك إلا بمعالجة النفس؛ وترجيعها كرة بعد فرة؛ بقوله (تعالى):
فإنه كان للأوابين ؛ أي: الرجاعين
[ ص: 405 ] إلى الخير؛ مرة إثر مرة؛ بعد جماح أنفسهم عنه؛
غفورا ؛ أي: بالغ الستر؛ تنبيها لمن وقع منه تقصير؛ فرجع عنه؛ على أنه مغفور.