صفحة جزء
ولما أمر بالجود؛ الذي هو لازم الكرم؛ نهى عن البخل؛ الذي هو لازم اللوم؛ في سياق ينفر منه؛ ومن الإسراف؛ فقال - ممثلا؛ بادئا بمثال الشح -: ولا تجعل يدك ؛ بالبخل؛ مغلولة ؛ أي: كأنها بالمنع مشدودة بالغل؛ إلى عنقك ؛ لا تستطيع مدها؛ ولا تبسطها ؛ بالبذل؛ كل البسط ؛ فتبذر؛ فتقعد ؛ أي: توجد كالمقعد؛ بالقبض؛ ملوما ؛ أي: بليغ الرسوخ فيما تلام بسببه عند الله؛ لأن ذلك مما نهى عنه؛ وعند الناس؛ وبالبسط؛ محسورا ؛ منقطعا بك لذهاب ما تقوى به؛ وانحساره عنك؛ وكل من الحالتين مجاوز لحد الاعتدال.

التالي السابق


الخدمات العلمية