ولما كانوا ربما ادعوا السمع؛ والفهم؛ فشككوا بعض من لم يرسخ إيمانه؛ أتبعه (تعالى) ما يؤكد ما مضى؛ ويثبت السامعين فيه؛ فقال (تعالى) - على طريقة الجواب؛ مهددا؛ ودالا على أن مداركهم معروفة -:
نحن أعلم ؛ أي: من كل عالم؛
بما يستمعون ؛ أي: يبالغون في الإصغاء؛ والميل؛ لقصد السمع؛
به ؛ من الآذان؛ والقلوب؛ أو بسببه؛
[ ص: 437 ] من إرادة الوقوع على سقطة يجعلونها موضع تكذيبهم؛ واستهزائهم؛
إذ ؛ أي: حين؛
يستمعون ؛ أي: يصغون بجهدهم؛ وبين بعدهم المعنوي بقوله (تعالى):
إليك وإذ ؛ أي: وحين؛
هم ؛ ذوو؛
نجوى ؛ أي: يتناجون بأن يرفع كل منهم سره على صاحبه؛ بعد إعراضهم عن الاستماع؛ ثم ذكر ظرف النجوى؛ فقال (تعالى):
إذ يقول ؛ مبرزا لضميرهم بالوصف الدال على حملهم على ما تناجوا به؛ وهم
الظالمون ؛ ومقولهم:
إن تتبعون ؛ أي: أيها التابعون له؛ بغاية جهدكم؛
إلا رجلا مسحورا ؛ مختلط العقل؛ فامتطوا في هذا الوصف ذروة الظلم؛ وسيأتي في آخر السورة سر استعمال اسم المفعول موضع اسم الفاعل;