ثم وصل بذلك الدليل على نسبته - سبحانه - لهم إلى الجهل؛ الذي كان نتيجة قولهم هذا؛ فقال (تعالى):
انظر ؛ ولما كان أمرهم مما يزيد العجب منه؛ وتتوفر الدواعي على السؤال عنه؛ قال (تعالى):
كيف ضربوا ؛ أي: هؤلاء الضلال؛
لك الأمثال ؛ التي هي أبعد شيء عن صفتك؛ من قولهم: ساحر؛ وشاعر؛ ومجنون؛ ونحوه؛
فضلوا ؛ عن الحق في جميع ذلك؛
فلا ؛ أي: فتسبب عن ضلالهم أنهم لا
يستطيعون سبيلا ؛ أي: يسلكون فيه؛ إلى إصابة المحن
[ ص: 438 ] في مثل؛ أو إحكام الأمر في عمل؛ وهذا بعد أن نهاهم الله بقوله (تعالى):
فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ؛ فكأن هذا أول دليل على ما وصفناهم به من عدم الفهم؛ والسمع؛ فضلا عن أن يكون لهم إلى مقاومة هذا القرآن - الذي يدعون أنه قول البشر - سبيل؛ أو يغبروا في وجهه بشبهة؛ فضلا عن دليل.