ثم رجع إلى مواجهته بما يحقر أمره؛ فإن المواجهة بالتحقير أنكأ؛ مصرحا بنتيجة ذلك؛ وهي أنه غير قادر إلا بإذنه - سبحانه -؛ وممنوع عنه ما لم يقدره له؛ دفعا لما قد يوهمه ما مضى
[ ص: 471 ] من أنه يؤثر شيئا استقلالا؛ فقال (تعالى):
إن ؛ أي: اجهد جهدك؛ لأن أهل الشهوات سلطتك عليهم؛ زيادة في شقائك؛ بما أردته منهم قبل خلقك؛ وخلقهم؛ لا تقدر أن تتعدى شيئا منه إلى خالصتي؛ ومن ارتضيته لعبادتي؛ إن
عبادي ؛ الذين أهلتهم للإضافة إلي؛ فقاموا بحق عبوديتي؛ بالتقوى والإحسان؛
ليس لك ؛ أي: بوجه من الوجوه؛
عليهم سلطان ؛ أي: فلا تقدر أن تغويهم؛ وتحملهم على ذنب لا يغفر؛ فإني وفقتهم للتوكل علي؛ فكفيتهم أمرك؛
وكفى بربك ؛ أي: الموجد لك؛ المدبر لأمرك؛
وكيلا ؛ يحفظ ما هو وكيل فيه؛ من كل ما يمكن أن يفسده.