ولما ذكر أنه الوكيل؛ الذي لا كافي غيره في حفظه؛ لاختصاصه بشمول علمه؛ وتمام قدرته؛ أتبعه بعض أفعاله الدالة على ذلك؛ فقال (تعالى) - عودا إلى دلائل التوحيد؛ الذي هو المقصود الأعظم بأحوال البحر الذي يخلصون فيه؛ في أسلوب الخطاب؛ استعطافا لهم إلى المتاب -:
ربكم ؛ أي: المحسن إليكم؛ هو
الذي يزجي ؛ أي: يسوق؛ ويدفع؛ وينفذ؛
لكم ؛ أي: لمنفعتكم؛
الفلك ؛ التي حملكم فيها مع أبيكم
نوح - عليه السلام -؛
في البحر لتبتغوا ؛ أي: تطلبوا طلبا عظيما بذلك أنواع المنافع التي يتعذر؛ أو يتعسر الوصول إليها في البر؛
من فضله ؛ ثم علل فعله
[ ص: 472 ] ذلك؛ بقوله (تعالى):
إنه ؛ أي: فعل ذلك لكم؛ لأنه
كان ؛ أي: أزلا؛ وأبدا؛
بكم ؛ أي: أيها المؤمنون خاصة؛
رحيما ؛ أي: مكرما بالتوفيق إلى فعل ما يرضيه؛ في المتجر؛ وغيره؛ لا لشيء غير ذلك؛ أو يكون ذلك خطابا لجميع النوع؛ فيكون المعنى: خصكم به من بين الحيوانات.