صفحة جزء
أم أمنتم ؛ إن جاوزت بكم الغباوة حدها؛ فلم تجوزوا ذلك؛ أن يعيدكم فيه ؛ أي: البحر؛ بما لنا من العظمة؛ التي تضطركم إلى ذلك؛ فتقركم عليه؛ وإن كرهتم؛ تارة أخرى ؛ بأسباب تضطركم إلى ذلك؛ فيرسل عليكم ؛ أي: بما لنا من صفة الجلال؛ قاصفا ؛ وهو الكاسر بشدة؛ من الريح ؛ كما عهدتم أمثاله يا من وقفت أفكارهم مع المحسوسات؛ فرضوا بذلك أن يكونوا كالبهائم؛ لا يفهمون إلا الجزئيات المشاهدات؛ فيغرقكم ؛ أي: في البحر؛ الذي أعدناكم فيه؛ لعظمتنا؛ بما كفرتم ؛ كما يفعل [ ص: 475 ] أحدكم إذا ظفر بمن كفر إحسانه؛ ثم لا تجدوا لكم ؛ وإن أمعنتم في الطلب؛ وطالت أزمانكم في إتقان السبب؛ ولما كان إطلاق النفي في ختام الآية الماضية - وإن كان لإرادة التعميم - يحتمل أن يدعى تقييده بما يخالف المراد؛ وكان المقصود هنا التخويف بسطوته - سبحانه -؛ تارة بالخسف؛ وتارة بغيره؛ قيد بما عين المراد؛ وقدم قوله (تعالى): علينا ؛ دلالة على باهر العظمة؛ به ؛ أي: بما فعلنا بكم؛ تبيعا ؛ أي: مطالبا يطالبنا به.

التالي السابق


الخدمات العلمية