ولما أخبره بذلك؛ أعلمه أنه سنته في جميع الرسل؛ فقال (تعالى):
سنة ؛ أي: "كسنة"؛ أو سنتنا بك سنة
من قد أرسلنا ؛ أي: بما لنا من العظمة.
ولما كان الإرسال قد عمت بركته بهذه العظمة جميع الأزمان؛ بما حفه به من قويم الفطرة؛ أسقط الجار؛ فقال (تعالى):
قبلك ؛ أي: في الأزمان الماضية كلها؛
من رسلنا ؛ بأن جعلنا وجودهم بين ظهراني قومهم؛ رحمة لقومهم؛ فإذا أخرجوهم عاجلنا من رضي بإخراجهم
[ ص: 491 ] بالعقوبة؛
ولا تجد لسنتنا ؛ أي: لما لها من العظمة؛
تحويلا ؛ أي: بمحول غيرنا يحولها؛ لكنهم خصوا عن الأمم السالفة بأنهم لا يعذبون عذاب الاستئصال؛ تشريفا لهم بهذا النبي الكريم.