فلما أنكروا كون الرسول بشرا؛ بعد أن جعلوا الإله حجرا؛ علمه جوابهم؛ بقوله (تعالى):
قل ؛ لهم: قال ربي - سبحانه وتعالى -:
لو كان ؛ أي: كونا متمكنا؛
في الأرض ؛ التي هي مسكن الآدميين؛
ملائكة يمشون ؛ عليها كالآدميين؛ من غير طيران كالملائكة إلى السماء؛
مطمئنين ؛ باتخاذهم لها قرارا؛ كما فعل البشر؛
لنـزلنا ؛ أي: بما لنا من العظمة؛
عليهم ؛ مرة بعد مرة؛ كما فعلنا في تنزيل
جبريل - عليه السلام - على الأنبياء من البشر؛ وحقق الأمر بقوله (تعالى):
من السماء ملكا رسولا ؛ لتمكنهم من التلقي منه؛ لمشاكلتهم له؛ بخلاف
[ ص: 515 ] البشر؛ كما هو مقتضى الحكمة؛ لأن رسول كل جنس ينبغي أن يكون منهم؛ إذ الشيء عن شكله أفهم؛ وبه آنس؛ وإليه أحسن؛ وله آلف؛ إلا من فضله بتغليب نفسه وعقله على شهوته؛ فأقدره بذلك على التلقي من الملك.