فكأنه قيل: فما قال
موسى - عليه السلام؟ فقيل:
قال ؛
لفرعون؛ "لقد علمت"؛ أي: أنا؛ بضم التاء؛ على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي؛ ليفيد أن عنده العلم القطعي بأن ما أتى به منزل من ربه؛ فهو أعقل أهل ذلك الزمان؛ وليس على ما ادعاه
فرعون؛ أو بفتح التاء؛ على قراءة الباقين؛ أي: إنك يا
فرعون صرت بما أظهرته أنا من الأدلة في عداد من يعلم أنه
ما أنـزل ؛ على يدي؛
هؤلاء ؛ الآيات؛
إلا رب السماوات والأرض ؛ أي: خالقهما؛ ومدبرهما؛ حال كون هذه الآيات
بصائر ؛ أي: بينات؛ ثابتا أمرها؛ عليا قدرها؛ يبصر بها صدقي؛ وأما السحر فإنه لا يخفى على أحد أنه خيال؛ لا حقيقة له؛
وإني ؛ أي: وإن ظننتني يا فرعون مسحورا؛
لأظنك ؛ أكد لما كان مع
فرعون من ينكر قوله؛ ويظهر القطع بسعادة
فرعون؛ يا فرعون مثبورا ؛ أي: ملعونا؛ مطرودا؛ مغلوبا؛ مهلكا؛ ممنوعا من الخير؛ فاسد العقل؛ وظني قريب إلى الصحة؛ بخلاف ظنك؛ لعنادك لرب العالمين؛ لوضوح مكابرتك للبصائر التي كشف عنها؛ وبها؛ الغطاء؛ فهي أوضح من الشمس؛ وذلك لإخلادك إلى الحال
[ ص: 528 ] التي أنت بها؛ وكسلك عن الانتقال عنها إلى ما هو أشرف منها؛ وقد بينت مدار "ثبر"؛ في "لا تثريب"؛ في سورة "يوسف" - عليه السلام -؛ فإذا راجعتها اتضح لك ما أشرت إليه؛