ولما ذكر سبحانه حشرهم، وكان من المعلوم أنه للعرض، ذكر كيفية ذلك العرض، فقال بانيا الفعل للمفعول على طريقة كلام القادرين، ولأن المخوف العرض لا كونه من معين:
وعرضوا على ربك أي المحسن إليك برفع أوليائك وخفض أعدائك
صفا لاتساع الأرض والمسايقة إلى داره، لعرض أذل شيء وأصغره، وأطوعه وأحقره، يقال لهم تنبيها على مقام العظمة:
لقد جئتمونا أحياء سويين حفاة عراة غرلا
كما خلقناكم بتلك العظمة
أول مرة منعزلين من
[ ص: 72 ] كل شيء كنتم تجمعونه وتفاخرون به منقادين مذعنين فتقولون
هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون فيقال لكم:
بل زعمتم أي ادعيتم جهلا بعظمتنا " أن " أي أنا " لن نجعل لكم " على ما لنا من العظمة
موعدا أي مكانا ووقتا نجمعكم فيه هذا الجمع فننجز ما وعدناكم به على ألسنة الرسل