قال [أي -]
جبريل عليه السلام
كذلك القول الذي قلت [لك -] يكون.
[ ص: 186 ] ولما كان لسان الحال قائلا: كيف يكون بغير سبب؟ أجاب بقوله:
قال ولما بنيت هذه السورة على الرحمة واللطف والإحسان بعباد الرحمن، عبر باسم الرب الذي صدرت به بخلاف سورة التوحيد [آل عمران ] المصدرة بالاسم الأعظم فقال:
ربك هو أي المذكور وهو إيجاد الولد على هذه الهيئة
علي أي وحدي لا يقدر عليه [أحد غيري
هين [أي -] خصصناك به ليكون شرفا به [لك -].
ولما كان [ذلك -] من أعظم الخوارق، نبه عليه بالنون في قوله، عطفا على ما قدرته مما أفهمه السياق:
ولنجعله بما لنا من العظمة
آية للناس أي علامة على كمال قدرتنا على البعث أدل من الآية في
يحيى عليه السلام، وبه تمام القسمة الرباعية في خلق البشر، فإنه أوجده من أنثى بلا ذكر،
وحواء من ذكر بلا أنثى
وآدم عليه السلام لا من ذكر ولا أنثى، وبقية أولاده من ذكر وأنثى معا
ورحمة منا لمن آمن به في أول زمانه، ولأكثر الخلق بالإيمان والإنجاء من المحن في آخر زمانه، لا كآية
صالح عليه السلام لأنها كانت آية استئصال لأهل الضلال
وكان ذلك كله
أمرا مقضيا أي محكوما به مبتوتا هو في غاية السهولة لا مانع منه أصلا، ونبه
[ ص: 187 ] على سرعة تسبيب الحمل عن هذا القول وإن كان التقدير بما أرشد إليه في غير هذه السورة: فنفخ في درعها فوصل النفخ إلى جوفها