ولما كانوا بهذا الإعلام، المؤكد بالإقسام، من ذي الجلال والإكرام، جديرين بإصغاء الأفهام، إلى ما يوجه إليها من الكلام، التفت إلى مقام الخطاب، إفهاما للعموم فقال:
وإن أي وما
منكم أيها الناس أحد
إلا واردها أي داخل جهنم; ثم استأنف قوله:
كان هذا الورود; ولما كان المعنى أنه لا بد من إيقاعه، أكده غاية التأكيد فأتى بأداة الوجوب فقال:
على ربك الموجد لك المحسن إليك بإنجاء أمتك لأجلك
حتما أي واجبا مقطوعا به
مقضيا لا بد من إيقاعه; قال
الرازي في اللوامع: ما من مؤمن - إلا الأنبياء - إلا وقد تلطخ بخلق سوء ولا ينال السعادة الحقيقية إلا بعد تنقيته، وتخليصه من ذلك إنما يكون بالنار.