ولما كان هذا لكونه استدراجا زيادة في الضلال، قابله بقوله، عطفا على ما تقدم تقديره [تسبيبا عن قوله
فليمدد وهو: فيزيده ضلالا، أو على موضع
فليمدد ]:
ويزيد الله وعبر بالاسم العلم إشارة إلى التجلي لهم بجميع الصفات العلى ليعرفوه حق معرفته
الذين اهتدوا هدى عوض ما زوى عنهم [ومنعهم -] من الدنيا لكرامتهم عنده مما بسطه للضلال لهوانه عليه; فالآية من الاحتباك: ذكر السعة بالمد للضال أولا دليلا على حذف الضيق بالمنع للمهتدي ثانيا، وزيادة الهداية ثانيا دليلا على حذف زيادة الضلال أولا -]، وأشار إلى أنه مثل ما خذل أولئك بالنوال، وفق هؤلاء لمحاسن الأعمال، بإقلال الأموال فقال:
والباقيات ثم وصفها احترازا من أفعال أهل الضلال بقوله:
الصالحات أي من الطاعات والمعارف التي شرحت لها الصدور،
[ ص: 241 ] فأنارت بها القلوب، وسلمت من إحباط الذنوب، فأوصلت إلى علام الغيوب
خير عند ربك مما متع به الكفرة ومدوا به - على تقدير التنزل إلى تسميته خيرا، وإضافة الرب إليه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى أنه يربيها تربية تبلغ أقصى ما يرضيه في كل تابعيه; ثم بين جهة خيرية هذا بقوله:
ثوابا أي من جهة الثواب
وخير مردا أي من جهة العاقبة يوم الحسرة وهو كالذي قبله، أو على قولهم: الصيف أحر من الشتاء بمعنى أنه في حره أبلغ منه في برده. فالكفرة يردون إلى خسارة وفناء، والمؤمنون إلى ربح وبقاء.