ثم عللوا تعظيمهم لله واستهانتهم
بفرعون بقولهم:
إنا آمنا بربنا أي المحسن إلينا طول أعمارنا مع إساءتنا بالكفر وغيره
ليغفر لنا [من غير نفع يلحقه بالفعل أو ضرر يدركه بالترك -]
[ ص: 314 ] خطايانا التي قابلنا بها إحسانه: ثم خصوا بعد العموم فقالوا:
وما أكرهتنا عليه [وبينوا ذلك بقولهم -]:
من السحر لتعارض به المعجزة، فإنه كان الأكمل لنا عصيانك فيه لأن الله أحق بأن يتقى. روي أن الذي كان من القبط من السحرة اثنان فقط، والباقون من بني إسرائيل أكرههم
فرعون على تعلم السحر، وروي أنهم رأوا
موسى عليه السلام نائما وعصاه تحرسه فقالوا
لفرعون إن الساحر إذا نام بطل سحره، فهذا لا يقدر على معارضته، فأبى عليهم وأكرههم على المعارضة.
[ولما كان التقدير: فربنا أهل التقوى وأهل المغفرة، عطفوا عليه مستحضرين لكماله -]:
والله أي الجامع لصفات الكمال
خير جزاء منك فيما وعدتنا به
وأبقى ثوابا وعقابا، والظاهر أن الله تعالى سلمهم من
فرعون، ويؤيده قوله تعالى
أنتما ومن اتبعكما الغالبون - قاله
أبو حيان . [وسيأتي في آخر الحديد ما هو صريح في نجاتهم -];