فأكلا أي فتسبب عن قوله وتعقب أن أكل
منها هو وزوجه، متبعين لقوله ناسيين ما عهد إليهما
فبدت لهما لما خرقا من ستر النهي وحرمته
[ ص: 359 ] سوآتهما وقوعا لما حذرا منه من إخراجهما مما كانا فيه
وطفقا أي شرعا
يخصفان [أي -] يخيطان أو يلصقان
عليهما من ورق الجنة ليسترا عوراتهما
وعصى آدم وإن كان إنما فعل المنهي نسيانا، لأن عظم مقامه وعلو رتبته يقتضيان له مزيد الاعتناء ودوام المراقبة مع ربط الجأش ويقظة الفكر
ربه أي المحسن إليه بما لم ينله أحدا من بنيه من تصويره له بيده وإسجاد ملائكته له ومعاداة من عاداه
فغوى [من -] الغواية [وهي -] الضلال، ولذلك قالوا: المعنى: [فضل -] عن طريق السداد، فأخطأ طريق التوصل إلى الخلد بمخالفة أمره، وهو صفيه، لم ينزله عن رتبة الاصطفاء، لأن رحمته واسعة، وحلمه عظيم، وعفوه شامل، فلا يهمنك أمر القوم اللد، فإنا قادرون على أن نقبل بقلوب من شئنا منهم فنجعلهم من أصفى الأصفياء، ونخرج من أصلاب من شئنا منهم من نجعل قلبه معدن الحكمة والعلم.