ولما كان كأنه قيل: بما أجابوا هذا المقال؟ قيل
قالوا حين لا نفع لقولهم عند نزول البأس:
يا ويلنا إشارة إلى أنه حل بهم لأنه لا ينادى إلا القريب، وترفقا له كما يقول الشخص لمن يضربه: يا سيدي - كأنه يستغيث به ليكف عنه، وذلك غباوة منهم، وعمى عن الذي أحله بهم، لأنهم كالبهائم لا ينظرون إلا السبب الأقرب; ثم عللوا حلوله بهم تأكيدا لترفقهم بقولهم:
إنا كنا أي جبلة لنا وطبعا
ظالمين حيث كذبنا الرسل، وعصينا أمر ربنا، فاعترفوا حيث لم ينفعهم الاعتراف لفوات محله