ولما أرشد السياق إلى أن التقدير: أصحيح هذا الذي أشرنا إليه من أنه لا مانع لهم منا، عادله بقوله إنكارا عليهم:
أم لهم آلهة موصوفة بأنها
تمنعهم نوب الدهر. ولما كانت جميع الرتب
[ ص: 425 ] تحت رتبته سبحانه، أثبت حرف الابتداء فقال [محقرا لهم -]:
من دوننا أي [من -] مكروه هو تحت إرادتنا ومن جهة غير جهتنا.
ولما كان الجواب قطعا: [ليس -] لهم ذلك، وهو بمعنى الاستفهام، استأنف الإخبار بما يؤيد هذا الجواب، ويجوز أن يكون تعليلا، فقال:
لا يستطيعون أي الآلهة التي يزعمون أنها تنفعهم، أو هم - لأنهم لا مانع لهم من دوننا -
نصر أنفسهم من دون إرادتنا فكيف بغيرهم، أو يكون ذلك صفة الآلهة على طريق التهكم
ولا هم أي الكفار أو الآلهة
منا أي بما لنا من العظمة
يصحبون [بوجه من وجوه الصحبة -] حتى يصير لهم استطاعة بنا، فانسدت عليهم أبواب الاستطاعة أصلا ورأسا.