ولما تسبب عن قولهم هذا إقرارهم بأنهم لا فائدة فيهم، فاتجهت
لإبراهيم عليه السلام الحجة عليهم، استأنف سبحانه الإخبار عنها بقوله:
قال منكرا عليهم موبخا لهم مسببا عن إقرارهم هذا:
أفتعبدون ونبههم على أن جميع الرتب تتضاءل دون رتبة الإلهية بقوله:
من دون الله أي من أدنى رتبة من تحت رتبة الملك الذي لا ضر ولا نفع إلا بيده لاستجماعه صفات الكمال. ولما كانوا في محل ضرورة بسبب تكسير
[ ص: 443 ] أصنامهم، راجين من ينفعهم في ذلك، قدم النفع فقال:
ما لا ينفعكم شيئا لترجوه
ولا يضركم شيئا لتخافوه.