ثم بين أنهم صدقوا قولهم قبل المباشرة بالفعل عندها فقال عاطفا على ما تقديره: فلما قالوا لهم ذلك جمع الله كلمتهم فاعتمدوا عليه وبرزوا للقتال بين يديه:
ولما برزوا وهم على ما هم عليه من الضعف والقلة، والبروز هو الخروج عن كل شيء يوارى في براز من الأرض وهو الذي لا يكون فيه ما يتوارى فيه عن عين الناظر
لجالوت اسم ملك من ملوك الكنعانيين كان
بالشام في زمن
[ ص: 436 ] بني إسرائيل
وجنوده على ما هم عليه من القوة والكثرة والجرأة بالتعود بالنصر
قالوا ربنا أفرغ من الإفراغ وهو السكب المفيض على كلية المسكوب عليه
علينا صبرا حتى نبلغ من الضرب ما نحب في مثل هذا الموطن
وثبت من التثبيت تفعيل من الثبات وهو التمكن في الموضع الذي شأنه الاستزلال
أقدامنا جمع قدم وهو ما يقوم عليه الشيء ويعتمده، أي بتقوية قلوبنا حتى لا نفر وتكون ضرباتنا منكبة موجعة وأشاروا بقولهم
وانصرنا على القوم الكافرين موضع قولهم: عليهم، إلى أنهم إنما يقاتلونهم لتضييعهم حقه سبحانه وتعالى لا لحظ من حظوظ النفس كما كان من معظمهم أول ما سألوا وإلى أنهم أقوياء فلا بد لهم من معونته عليهم سبحانه وتعالى،