فاستجبنا له بعظمتنا وإن كان في حد من السن لا حراك [به -] معه وزوجه في حال من العقم لا يرجى معه حبلها، فكيف وقد جاوزت سن اليأس، ولذلك [عبر -] بما يدل على العظمة فقال:
ووهبنا له يحيى وارثا حكيما نبيا عظيما
وأصلحنا له خاصة من [بين -] أهل ذلك الزمان
زوجه أي جعلناها صالحة لكل خير، خالصة له ولا سيما لما مننا عليه به من هذه الهبة بعد أن كانت بعقمها وكبرها غير صالحة له بوجه يقدر عليه غيرنا; ثم استأنف البيان لخيرية الموروث والوارث والمصلحة للولادة فقال، مؤكدا ترغيبا في مثل
[ ص: 470 ] أحوالهم وأنها مما يلتذ بذكره ويعجب من أمره -]:
إنهم كانوا مجبولين في أول ما خلقناهم جبلة خير، مهيئين لأنهم
يسارعون في الخيرات أي يبالغون في الإسراع بها مبالغة من يسابق آخر، ودل على عظيم أفعالهم بقوله:
ويدعوننا مستحضرين لجلالنا وعظمتنا وكمالنا
رغبا في رحمتنا
ورهبا من سطوتنا
وكانوا أي جبلة وطبعا
لنا خاصة
خاشعين أي خائفين خوفا عظيما يحملهم على الخضوع والانكسار.