[ ص: 80 ] ولما ختم بهذين الوصفين ذكر من الدليل عليهما أمرا جامعا للمصالح، عاما للخلائق، يكون فيه وبه الإحسان بالخلق والرزق فقال:
ذلك أي معرفة اتصافه سبحانه بهذين الوصفين
بأن الله المتصف بجميع صفات الكمال
يولج لأجل مصالح العباد المسيء والمحسن
الليل في النهار فيمحو ظلامه بضيائه، ولو شاء مؤاخذة الناس لجعله سرمدا فتعطلت مصالح النهار
ويولج النهار في الليل فينسخ ضياءه بظلامه، ولولا ذلك لتعطلت مصالح الليل، أو يطول أحدهما حيث يراد استيلاء ما طبع عليه على ضد ما طبع عليه آخر لما يراد من المصالح التي جعل ذلك لأجلها
وأن الله بجلاله وعظمته
سميع لما يمكن أن يسمع
بصير أي مبصر عالم لما يمكن أن يبصر دائم الاتصاف بذلك فهو غير محتاج إلى سكون الليل ليسمع، ولا لضياء النهار ليبصر، لأنه منزه عن الأعراض، وهو لتمام قدرته وعلمه لا يخاف في عفوه غائلة، ولا يمكن أن يفوته أمر، أو يكون التقدير: ذلك النصر والعفو بأنه قادر وبأنه عالم.