رجال أي رجال
لا تلهيهم تجارة أي ببيع أو شرى أو غيرهما، يظهر لهم فيها ربح.
ولما كان الإنسان قد يضطر إلى الخروج بالبيع عن بعض ما يملك للاقتيات بثمنه أو التبلغ به إلى بعض المهمات التي لا وصول له إليها إلا به، أو بتحصيل ما لا يملك كذلك مع أن البيع في التجارة أيضا هو الطلبة الكلية لأنه موضع تحقق الربح الذي لا صبر عنه، قال:
ولا بيع أي وإن لم يكن على وجه التجارة، والبيع يطلق بالاشتراك على التحصيل الذي هو الشرى وعلى الإزالة
عن ذكر الله أي الذي له الجلال والإكرام مطلقا بصلاة وغيرها، فهم
[ ص: 279 ] كل وقت في شهود ومراقبة لمن تعرف إليهم بصفات الكمال ولا يلهيهم ذلك عن " إقام الصلاة " التي هي طهرة الأرواح، أعادها بعد ذكرها بالتسبيح تصريحا بها تأكيدا لها وحثا على حفظ وقتها لأنه من جملة مقوماتها وكذا جميع حدودها ولو بأوجز ما يكون من أدنى الكمال - بما أشار إليه حذف التاء إشعارا بأن هذا المدح لا يتوقف على أنهى الكمال ولا عن " إيتاء الزكاة " التي هي زكاء الأشباح ونماؤها، وخص الرجال مع أن حضور النساء المساجد سنة شهيرة، إشارة إلى أن صلاتهن في بيوتهن أفضل لما روى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في سننه
nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=672406صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها والمخدع: الخزانة.
nindex.php?page=showalam&ids=12251وللإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=932054خير مساجد النساء قعر بيوتهن nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحيهما
nindex.php?page=hadith&LINKID=706687عن أم حميدة امرأة أبي حميد الساعدي [ ص: 280 ] رضي الله عنهما أنها قالت: يا رسول الله! إني أحب الصلاة معك، قال: "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي ، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل .
ولما وصف الرجال المذكورين ما وصفهم به، ذكر علة فعلهم لذلك زيادة في مدحهم فقال:
يخافون يوما وهو يوم القيامة، هو بحيث
تتقلب فيه أي لشدة هوله، تقلبا ظاهرا - بما أشار إليه إثبات التاءين
القلوب والأبصار أي بين طمع في النجاة، وحذر من الهلاك، ويمكن أن يقال: المشاكي - والله أعلم - هي المساجد، والزجاج هي الرجال، والمصابيح هي القلوب، وتلألؤها ما تشتمل عليه من المعاني الحاملة على الذكر، والشجرة الموصوفة
[ ص: 281 ] هي مثال الأبدان، التي صفاها الله من الأدران، وطبعها على الاستقامة، والزيت مثال لما وضع سبحانه فيها من جميل الأسرار، وقد ورد في بعض الأخبار أن المساجد لأهل السماوات كالنجوم لأهل الأرض، وفي معجم
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما: "كمشكاة" قال: جوف
محمد صلى الله عليه وسلم، والزجاجة قلبه، والمصباح النور الذي في قلبه، والشجرة
إبراهيم عليه السلام ،
لا شرقية ولا غربية لا يهودي ولا نصراني.